دوول بيقولوا
في فئة معينة كده في المجتمع ما بيعملوش أي حاجة غير انهم بيقولوا، انهم يتكلموا علي ده و ده، غير انهم يشتموا في كل مخاليق ربنا و يطلعوا كلام ع الناس و خلاص...
و من هنا جت ثقافة الاشاعة (زي بالظبط كده ثقافة البلطجة) الناس أصلها بقت مثقفة أوي دلوقتي.
يعني ايه أصلا كلمة اشاعة؟!
الاشاعة ديه كلمة بتعبر عن رغبة مكبوتة في حدوث شيء ما أو لتحقيق هدف ما. يعني هي بتبقي عبارة عن كلمة أو جملة صغيرة اتئالت، و تفضل تكبر وحدة وحدة لغاية لما تبقي حوار كبير و طويييل أويي مالهوش أي أساس من الصحة. (يعني أي شوية ناس فاضية و عاوزه تتسلي تلاقيها طلعت اشاعة علي حد...
و طبعا برضه ساعات الناس بتنفس فيها عن اللي جواها، زي كده أيام ما قبل الثورة لما طلعت اشاعة عن بطل أكتوبر و بطل الحرب و السلام و صاحب الضربة الجوية الجامدة جدااااا اللي من غيره ماكوناش حنقق انتصار أكتوبر، و الاشاعة كانت أنه مات ( ده طبعا لأن أغلب الشعب كان نفسه يسمع خبر زي ده علشان يخلص منه، فطلعت الاشاعة ديه)، ديه كانت تعبير عن رغبة مكبوتة لدي الشعب. فممكن نسامح في ديه معلش..
بس بقي فيه اشاعات تانيه مالهاش أي هدف غير اثارة الفزع و البلبلة في المجتمع و خلاص، زي مثلا: في وقت الثورة لما قالوا الأسطول الأمريكي متأهب لأي هجوم و ان اسرائيل شكلها كده حتدخل و تحارب مصر و تحتلها تاني. ميين مصدر الاشاعة؟ ما حدش يعرف، منين أصلا عارفوه المعلومة السرية الفظيعة ديه؟ برضه ماحدش يعرف.
ده غير الاشاعات اللي نازله عن أخبار فنانين كتير أنهم ماتوا، مش عارفه حقيقي ايه الهدف من كده، ماشي علشان يكسبوا فلوس أكتر من ورا كل واحد حيفتح الموقع بتاعهم أو أي حد حيشتري الجرنال بتاعهم، بس زيادة أرباح مبيعاتهم بالأسلوب ده، ده مش دليل علي نجاحهم و لا حتي احتلالهم موقع كويس في السوق، ده دليل علي فشلهم و هبوطهم التام، و ده بالعكس بيسقطهم جدا علشان بيفقدوا مصداقية القراء بعد كده. في ايه الفايده انك يوم أرباحك تبقي في السما و الأيام التانيه تخسر كل حاجة و تفقد ثقة الناس فيك؟
و من أكتر الاشاعات اللي ضايقت ناس كتير و أثرت فيهم، بما فيهم أنا، هو وفاة الفنان التركي مهند، اللي أجبر كل البنات انهم يقعدوا يوميا يتفرجوا علي المسلسلات الخنيقة التركية اللي بتخلص بعد 150 حلقة و الدبلجه اللي تشل.
بس صراحة يعني البنات مفتقدة الرومانسية جدااا في زمن انقرضت منه الرومانسية و ذهبت مع الريح و شكلها كده مش راجعة تاني. يعني بصرف النظر عن فيروزز خانوا و سمر خانوا و عائلة خانوا كلها الا انه بيضيف جامد للمسلسل برضه...
المهم يعني أول لما انتشر الخبر ده كمية الناس اللي أعرفها اللي دخلت ع الموقع اللي نشر الخبر ده و غيره من المصادر التانيه و لغاية دلوقتي مش عارفين هو جه منين أصلا مصدر الخبر ده، و لا حتي عارفين هو صح و لا غلط و لا مات و لسه عايش؟؟، ما حنا مبئناش عارفين نصدق مين بالضبط؟
و للأسف تحولت كلمة الاشاعة لتصبح ثقافة هي التانيه، بقت دايما بتعبر عن ناس احنا مش عارفينهم دايما بيقولوا، هما مين؟، هما فين؟، الله أعلم...
و علي رأي الفنان أحمد حلمي في فيلم "أسف ع الازعاج"، هما مين دوول اللي بيقولوا و بعدين دول منتشرين أوي في البلد.
ياريت الناس فعلا تبقي مثقفة بس ثقافة تفيد بها غيرها، مش تضرهم، ياريت بدل لما نعض نبص لبعض في كل نفس بنتنفسه، كل واحد يخليه في نفسه ، و يغير من نفسه و يبدأ بنفسه قبل غيره، مفيش حد فينا مثالي و لا خالي من العيوب....
بقلم: سارة عثمان

Comments